دائماً ما يتبادر إلى أذهاننا سؤال كيف يمكن بناء شخصية قوية مستقلة، وكيف يمكننا تطويرها والارتقاء به لتكون أكثر تماسكاً في أنظار الآخرين، كما وأننا نبذل قصارى جهدنا في محاولة بناء ولو ما يقارب 70% من شخصياتنا، لذلك عزيزي القارئ لابد لنا أن نوجه أنفسنا ونكرس قدراتنا باتجاه اضفاء طابع إيجابي وقوي على شخصياتنا، كما وعلينا التفكير بجدية فيما بمقدورنا فعله للعمل على دعم وتطوير قدراتنا.
مفهوم الشخصيةتعد الشخصية واحدة من أكثر خصائص الإنسان أهمية والتي أودعها الله تعالى فيه وخصه بها دون غيره من المخلوقات، فنجد أن أي شخص لديه ما يميزه من خصائص الشخصية عن غيره حتى وان تشابه معه في بعضها، ويمكن النظر إلى الشخصية من عين العالم "ليكي" والذي يرى بأن شخصية الإنسان هي تنظيم ديناميكي منبعث من داخل الفرد، وأنه يتكون من عدد من الأجهزة النفسية والجسمية على حد سواء، وتقوم هذه الأجهزة بمهمة تحديد سلوك الفرد وتفكيره اللذان يميزانه عن غيره.
وينظر بعض الباحثون إلى الشخصية على أنّها اتحاد من صفات عقلية وأخرى جسمية تحدها صفات انفعالية واجتماعية تميز كل فرد عن غيره من الأفراد، والحقيقة هي أن الشخصية تمثل الفرد، سواء استطاع الآخرون إدراك صفات الشخصية أو كانوا على اطلاع بالوسائل التي يتم بها دراسة الصفات أم لا، فلا يمكننا انكار أن لكل فرد بنائه الداخلي الذي يعطي الأوامر بالتحركات والتصرفات والتي هي الوسيلة التي من خلالها يمكن تقييم الشخصية.
الأسس التي تقوم عليها الشخصية الاهتماماتتعد الاهتمامات والكفاءات جزء لا ينفصل عن الشخصية، فكما يرى باحثون في مجال علم النفس والاجتماع أن هذه الاهتمامات والمواهب يمكن تقسيمها إلى ما هو ذو علاقة بالعامل الوراثي وما له علاقة بالتأثير الأسري، كما ويرون أنها تتصل بجنس الفرد، وبالمستويين الاجتماعي والاقتصادي اللذين يعيش الشخص في ظلهما، وما يتعرض له من خبرات في مسيرة حياته، ومن المتفق عليه أن هذه الاهتمامات تتشكل وتأخذ الطابع الرسمي خلال فترة المراهقة، فعليك عزيزي القارئ أن تسعى لاكتشاف اهتماماتك، وإليك هذه الاسئلة التي بإمكانك طرحها على نفسك والإجابة بمصداقية لتتعرف على جوانب اهتماماتك:
الطباع هي مكون من مكونات شخصية الفرد، والتي تساعد في تحديد المعالم الخارجية للشخصية، وتختلف الطباع ما بين الأشخاص، فكما ذكرنا في السابق أن الشخصيات قد تتشابه في بعض الصفات الا أن لكل شخصية ما يميزها عن غيرها، ويقع على عاتق الشخص مهمة تطوير قدراته واستبدال كل ما هو سلبي في شخصيته ببديله الايجابي، وأن يختار من الشخصيات من حوله ما يراه صائبا وأفضل مما يملكه هو نفسه من صفات، وكونك الوحيد المسؤول عن تطوير ذاتك، فعليك فعل كل ما هو بمقدورك فعله لتطوير شخصيتك وإنقاذها من الضعف والهوان.
طريقة بناء شخصيتكفي البداية، كن على يقين دائم أنك ما خلقت عبثاً، وأن الله سبحانه وتعالى خلقك لتكون قويا وبيدك القدرة على الإعمار في الأرض وصنع كل ما هو جيد.
ضع هدفاً نصب عينيكحاول دائما أن تترفع عن الأمور الثانوية، واجعل صوب عينيك هدفك السامي والذي تسعى دوماً لتحقيقه، وتذكر دورك الرئيسي في الحياة والذي خلقك الله تعالى من أجله، فلا تغرق نفسك في تفاصيل الحياة العبثية، والتي ستشعرك بعد فترة وجيزة بالروتين، فتفقد حماسك للحياة وبالتالي هدفك الذي تعيش من أجله.
تحمل مسؤولية نفسككثيراً ما يشترك الأفراد بصفات، ومن هذه الصفات التي يشتركون فيها أنّهم يتحملون المسؤولية تجاه ذواتهم، وكمسؤول عن ذاتك عليك اتخاذ الطريق الصحيح الذي ينتهي بك إلى إصلاح نفسك، والحفاظ على شخصية لبقة تكون محطّ أنظار الجميع، كما عليك تغيير كل ما هو سلبي في شخصيتك، وتقود نفسك باتجاه التطور.
ازرع في داخلك الإرادة الحيّةاجعل دائما ارادتك حية، فالإرادة الحية تيقظ في داخلك الرغبة المستمرة في التغيير نحو الأفضل، وتعتبر غذاء الروح إن سئمت أو كلَّتْ، فستجد نفسك في كل مرة تفشل تبدأ من جديد بهمة ونشاط أكبر.
عوّد نفسك على المثابرة والإصرارمن المعروف أن من يعود نفسه على المثابرة والإصرار غالباً ما يصل إلى مراده، فاستعمل ذكاءك ومواهبك للمثابرة وتحقيق نجاح يجعل البشرية تشير إلى اسمك وتذكر مآثرك بعد رحيلك.
نمّي قدرتك على التحملتعتبر القدرة على التحمل أحد أهم الأساسيات في بناء شخصية قوية، فحينما تكون قادراً على تحمل العقبات وكل ما يعترض طريقك من مصاعب وأن تحافظ على هدوئك دائماً، ستلاحظ أن شخصيتك تزداد قوة أمام الغير، وستشعر براحة لا مثيل لها نظراً لقدرتك على ضبط انفعالاتك.
ركّز على قوة الرسالة الإيحائية في بناء الشخصيةتعتبر الرسائل الايحائية كل ما تُحدث عقلك الباطني به حول أمر ما يدور في داخلك، وبمساعدة الرسائل الإيحائية تقوم بإخراج ما بداخلك إلى أرض الواقع بصورة أكثر ثقة وقوة، ولابد لك من أن تأخذ بعين الاعتبار أنّ عقلك الباطن يقوم بتخزين كل ما تحدث نفسك به سواء كانت أمور سلبية أو ايجابية، وأنّه يميل إلى تخزين السلبية منها بصورة أكبر والتي تشكل عقبات دائمة في طريقك تمنعك من تحقيق مبتغاك وتزرع بداخلك هاجسا من الخوف.
لتستفيد من الرسائل الايحائية وتعمل على تحويلها إلى قناعات تخرج بصورة أكثر ثقة إلى الواقع، قم بغرس بعض الرسائل الإيجابية حول شخصيتك وقدراتك واجعلها دائماً أمامك بحيث لا تفارق مخيلتك، وقم يومياً بممارسة التمرين الإيحائي، ومن هذه الرسائل الإيحائية التي لا بدّ أن تحدّّث نفسك بها ما يأتي:
سأبتعد عن توجيه اللوم للآخرين بأنهم السبب وراء مشاكلي وما يعترضني من أزمات، لأن هذا سيعكس صورتي العاجزة والضعيفة، وبدلاً من ذلك سأتحمل مسؤولية كل شيء بنفسي وسأسعى لحل مشكلاتي بمفردي فأنا أقدر على ذلك.
بهذا عزيزي القارئ ستبني شخصية قوية وستصلك إلى مبتغاك، كما ستشعر بالرضى عن نفسك وعن ما تقوم به من أعمال، وإنك لا تعيش هباءً، وسيكون لك اسم يسطع بين الناس، وذكرى تخلد.
المقالات المتعلقة بكيف تثبت شخصيتك